يعتبر بناء القدرات ورفع الكفاءات والمهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأبناء المجتمعات المحلية وبخاصة في المحافظات البعيدة أحد أهم الأهداف الرئيسية لمحطات المعرفة الأردنية، وتسعى تلك المحطات إلى بناء تلك القدرات أفقياً وعامودياً، من خلال إتاحة الفرص أمام أكبر عدد ممكن من أفراد تلك التجمعات على الاستفادة من الخدمات المختلفة التي توفرها، وتعمل تلك المحطات على بناء القدرة من القاعدة إلى القمة حيث أن هناك برامج تدريبية للفئات العمرية المختلفة، ويرتاد عدد كبير من طلاب المدارس تلك المحطات من أجل تطوير قدراتهم ومهاراتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالإضافة إلى تطوير المهارات في اللغة الإنجليزية.

ساهمت محطات المعرفة في تمكين أكثر من (3000) شخص من الحصول على فرصة عمل من خلال التدريب المباشر في محطات المعرفة، بالإضافة الى فرص عمل توفرت في نفس المحطات والتي وصلت إلى (260) فرصة عمل، وكذلك ساهمت المحطات بتوفير( 60) فرصة تدريبية من خلال البرنامج المدعوم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وقد تبين أن محطات المعرفة في إقليم الوسط لها دور كبير في بناء القدرات ورفع المهارات والكفاءات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أنعكس ذلك عليهم من خلال التحاقهم بأحد البرامج التدريبية التي توفرها المحطات في محافظات إقليم الوسط، وسجلت محطات المعرفة في محافظة الزرقاء أعلى مستوى مساهمة في رفع الكفاءات والمهارات لأبناء التجمعات المحلية داخل المحافظة حيث تبيّن أن أكثر الملتحقين بالبرامج التدريبية التي تعقدها المحطات في مناطقهم لها دور كبير في رفع مهاراتهم وقدراتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وأشارالملتحقين في الدورات والبرامج التدريبية في محافظات إقليم الشمال أن التحاقهم بالبرامج التدريبية التي توفرها المحطات المتواجدة في محافظات هذا الإقليم ساهمت على حصولهم على المهارات اللازمة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكانت محطات المعرفة المتواجدة في محافظة عجلون من أكثر المحطات مساهمة في إكساب الأفراد مهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حسب رأي الملتحقين في الدورات والبرامج التدريبية من التجمعات المحلية التابعة لمحافظة عجلون.

وجاءت النتائج متفاوتة نوعاً ما في محافظات إقليم الجنوب حيث أوضح أكثر من (80%) من مجموع الملتحقين بالدورات والبرامج التدريبية في مناطق محافظات الجنوب بأن البرامج والحزم التدريبية التي توفرها محطات المعرفة في تلك المناطق قد ساهمت على إكساب الأفراد مهارات جديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وأشار أكثر الملتحقين في الدورات والبرمج التدريبية من مناطق محافظة الطفيلة بأن محطات المعرفة المتواجدة في مناطق محافظة الطفيلة قد استطاعت أن تسهل للأفراد الحصول على المهارات والقدرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وبشكل عام أن الأفراد في جميع التجمعات السكانية يلتحقون بالبرامج والحزم التدريبية أو أحدها لاكتساب المهارات ورفع القدرات وذلك من أجل المساعدة في الحصول على فرص العمل أو من أجل التطور الوظيفي والاستفادة من استخدام الأدوات الحديثة في التخطيط والتنفيذ ولمواكبة التطور والتغيير أو من أجل تعليم الآخرين.

وبينت النتائج أن الملتحقين بالدورات والبرامج التدريبية على مستوى المملكة كان هدفهم من وراء اكتساب المهارات والمعارف في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات  مواكبة التطور والتغيير الحاصل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما أشار البعض أن هدفهم  التطور الوظيفي الذي سينجم نتيجة حصولهم على تلك المهارات والمعارف الجديدة، وأوضح البعض أن الهدف من وراء اكتساب المهارات للمساعدة في الحصول على وظيفة، وكان هدف البعض هو الاستفادة من استخدام الأدوات الحديثة في التخطيط والتنفيذ، في حين بين أخرون أن الهدف من وراء اكتسابهم المهارات والمعارف الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو لتعليم الآخرين على تلك المهارات.

ويستخلص مما سبق بأن محطات المعرفة الأردنية تساهم بشكل فعال في بناء القدرات ورفع الكفاءات من خلال إكساب الأفراد المهارات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبخاصة في المحافظات البعيدة وتسعى تلك المحطات في بناء تلك القدرات أفقياً وعاموديا وذلك من خلال التنوع في البرامج والحزم التدريبية لمختلف الفئات العمرية والمستويات الثقافية، وبينت نتائج المسح بأن الهدف الرئيسي للأفراد لاكتسابهم المهارات والمعارف في مجال تكنولوجيا المعلومات هو من أجل مواكبة التطوير والتغيير الحاصل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.